منتدى الغلث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الغلث

منتـدى ولا اروع
 
أحدث الصورالرئيسيةالتسجيلدخول

 

 من : خارج عن التغطية 3- أمومة طفلة جديد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم بن ساهي الغلث




المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 19/02/2012

من : خارج عن التغطية  3- أمومة طفلة   جديد Empty
مُساهمةموضوع: من : خارج عن التغطية 3- أمومة طفلة جديد   من : خارج عن التغطية  3- أمومة طفلة   جديد Icon_minitimeالخميس مارس 29, 2012 2:20 am

3- أمومــة طفلة

وفي هذا اليوم وبعد الظهيرة كانت الجلبة في المطبخ مستمرة ولا شك أنه استنفار شامل على جميع القدور والأطباق والملاعق بل كل ما احتواه من دون استثناء للأشياء الصغيرة، وهي حملة شرسة للنظافة على جميع المواقع فيه مهما تعسر الوصول إليها، وتشرف عليها واقفة المدام وأفرادها الشغالتان، وكانت تلقي الأوامر بصوت متحمس أو متشنج وتتلقى أكثرها تلك "المستسلمة" ذات الشفاه الدائمة التورد مع البريق ودونما أصباغ أو مرطبات أو عقاقير، والتي لن تشعر بأي رغبة للابتسام لبقية اليوم ولن تبتسم فيه فعلا الا متى تحققت أحد جنبيها بأن ما يلامسه حقا هو سطح فراشها الناعم وقد لا تتحقق إذا سبقتها هجمة النعاس السريعة وهي الأقوى من طاسة التخدير القوية.
وفي الجانب الخارجي من الفلة وفي أحد غرف الملحق والخاصة بالشاب " محمد" كانت ورغم غلق أبواب الغرفة تنطلق زوابع من الأصوات التي تهتز منها جدران الملحق من مكبرات الصوت الضخمة على جهاز الام بي، والذي قد تخفي قوتها أصوات القصف المتفجر باللعن الموجه أو المتبادل من حنجرة "محمد" العصبي والمتعصب للبرشا على جهاز "البلاي ستيسشن" في تحديه مع "خالد" المقاتل بالريال والمهزوم كالعادة.
وخارج باب الفلة وفي "ساحة" الملحق كانت هناك زوبعة من الهتافات الجماهيرية والتعليق الرياضي على أحداث المباراة المحتدمة بين "فيصل" ونفسه في الفريق المقابل وبذلك يكون قائدا لاثنين وعشرين لاعبا "وكلهم متواجدون في الملعب في راسه" وبدأ اللعب بين الفريقين وهو يعلق على جميع الأحداث في الملعب وبدأها يتناول الكرة شخصيا من الدولي "المنتشري" وأعادها" للمولد" وخطفها ليعطيها "محمد نور" الذي يسلمها مباشرة "للهزازي" في مواجهة لحارس الهلال الدولي الدعيع ولكنه- أي فيصل- يخطفها أيضا ويسجل هدفـه الخامس والأربعين بشوتة قوية في المرمى أهتز منها الجدار المسكين وكل المبنى، وهذا الحارس متواجد دوما في جميع الجـدران وجميع أبواب الفـلة والملحق وأبواب الجيران والجدران في شارع الحارة!
أما في صالة الجلوس في الصالة السفلى فما زال صدى صوت بكاء "ريناد" يملأ الصالة بعد أن صفعها حبيبها" أيمن" وهجرها وفقط بعد أسبوع من الحب الجارف المخلص وتضحيتها له بكل غال من أجل عينيه الخضراء، ولكنها الآن لحسن الحظ أفاقت من محاولة الانتحـار الفاشلة مبتسمة، إلا أن دموع " حصة" أبت التوقف ومنذ بدأ هذا المسلسل التركي قبل أكثر من ساعة ونصف!
وفي واحدة من الغرف بالدور العلوي قذف السيد "راضي" بالجريدة ثم ألحقها بالكتاب المفضل بعـد يئس تماما من القدرة على التركيز والفهم وزوابع الضجيج تهز بعنف كل ما حوله وعلى جدران الغرفـة، ليضع رأسه بين كفيه للحظات ويقفـز مهرولا يغلـق عليه بابها بإحكام معززا ببعض الوسائد على عقب الباب ويساند زجاج النوافذ بالستائر الثقيلة ولكنه لم يجـد بدا من وضع كاتما صوت جلدي وصوفي على أذنيـه ويدفن نفسه تحت الطبقات المزدوجة للبطانية، عله يغنم بفرصته الضئيلة بالنوم في الدقائق المتبقية قبل العودة لمكتبه بعد صلاة العصر!
وبينما أصوات رحى المعمعة تدوي من كل مكان في أرجاء الفلة كانت هذه الأصوات تتصاعد في الجـو بصو واحـد، تختلـط فيه أصوات الحنـاجر مع الأواني والطناجـر وتحتدم فيه الهتافات والصراعات الكروية مع كل الضربات المباشرة والغير مباشرة، ولعلعة أصوات أنواع الأجهزة ومنها جعجعة القنوات ومضخمات النغمات من كل نـوع لتتناغم جميعها في صوت واحد، يسمعه العابرون بشارع الحـارة هـديرا صوتيا غـير محـدد المعالم، في حين كان يحدث وأثنـاء كل ذلك الجو المرعب والشنيع شيئا آخـر، وهو مختلف ومختلف جـدا!
اذ كان يتواجد في نفس الوقت وفي ركن هـادئ في أحـد أصغر الـغرف من تلك "الفلة" الثـائرة، شخص لم يسمع أبـدا تلك الأصوات أو يعرف بحدوثها أو شيئا عن محدثيها أو مصادرها حتى الآن، ويعيش في سلام وهـدوء وسكون مطبق! أن " الفلة بكامل أحداثها كانت "خارج التغطية" لدى رانيـة! صاحبة الخمس فصول من الربيع اليانع، والتي لم تشعر بوجـود أي ساكن في هذه "الفلة" عداها وابنتيـها "ريم" و "ايلاف"!
حتى أن "ريمـا" شكت الى أمها رانيــة "شــقاوة" أختها "ايــلاف" وأنهـا سكبت العصير على فستانها الجديـد، ولكن الأم لم تـقم بمعاقبتـها بل قبلتهما معا، وقالت لهما بحزم وبصوتها الطفولي العذب:
- يللاه يا بنـات! خلاص، هيا وقت النوم!
- يللاه! بدلوا فساتينكم حتى تصحون بدري للمدرسة!
وأنامت كل واحدة منهما على وسادة من لفائف بعض مناديل" الكلينكس"، وكانت أنامتهما بجوارها على فراشيهما في الزاويـة، وما هي الا لحظات حتى وجدتهما أمامها في الحـلم فبـدأت تجهزهما بعنايـة للذهاب الى المدرسة!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من : خارج عن التغطية 3- أمومة طفلة جديد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الغلث :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: