منتدى الغلث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الغلث

منتـدى ولا اروع
 
أحدث الصورالرئيسيةالتسجيلدخول

 

 عاشـقـتا السحر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم بن ساهي الغلث




المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 19/02/2012

عاشـقـتا السحر Empty
مُساهمةموضوع: عاشـقـتا السحر   عاشـقـتا السحر Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 9:11 pm

انه فجر جميل، وفي غاية الروعة كما كان بالأمس، ولا يقل عما كان عليه في الأسابيع الماضية حين قدم أول أيام الربيع في موعده واحتضنته بلدة الطائف "معشوقة الجمال" بالشوق لكل جديد الذكريات ولتجديد واسترجاع ما كان في الربيع الماضي من البهجة والمتعة، وبمقدمه وبين أحضانه لاشك بأن الجبال الشاهقة تتراقص والهواء البارد يدغدغ السفوح والغابات ا الباسقة اخضرارا لتتولد النسمات العطرة وتزحف بالنشوة بعد أن تغتسل في جداول الجبال العذبة الباردة نحو البساتين الناعسة والنائمة على امتداد بطون الأودية والسهول لتنثر التيارات من أطراف أجنحتها حبات الندى الفضية لتتساقط فوق الأزهار البرية وورود الحقول فتستيقظ وتغسل وجناتها حتى تتورد فتقبلها الفراشات حتى ترتوي، حتى أصبحت سويعات الغسق هذه وحتى تنتشر أشعة الشروق الذهبية هي أسعد اللحظات التي حرصت "ســارة" على احترام موعدها وأخذت تحافظ على طقوسها وتقدس أسرار الحياة فيها وهي تتلقاها مع انكسارات الضوء وألـوان الزهـور وأريـج النسمات وفي أناشيد طيور الفجر وجميعها رسائل محملة بالسعادة والحب والأمل.
اعتادت أن تشهد هذه اللحظات الجميلة بعد أن تصلي صلاة الصبح للرب المبدع لها بأن تهرول آليـا إلى نافذة غرفـة نومها في الدور العلوي حيث ستلتقي كل يوم به في المواعيد المحددة وبالشمس المشرقة دوما بالحيـاة المتجددة، ولكن قبل ذلك لابد أن تعانق مشهد السماء في هذا الفجر فمازالت "ســارة" تراها في الجانب الأيمن من النافذة ترتدي وشاحها البنفسجي الشفاف وتتباهى بجوهرتها الوحيدة المتلألئة بشموخ بعد انسحاب وهروب ما كان حولها من ألق الدرر الصغيرة، بينما يحجب الجانب الأيسر من النافذة كثافة وعتمة سدت الأفق بسبب شجرة السدر العملاقة المعمرة المترامية الأغصان التي يكاد الكثير منها أن يلتصق بجانب جدار المبنى، وأحد تلك الفروع أسرع بالنمو مخططا لاقتحام نافذتها في أيام قادمة ليكون ضيفا ظريفا على سارة وشريكا مقيما معها في غرفتها.
تبسمت وكأنها فطنت لخبث نواياه ومدت لتصافح أناملها بعض وريقات يسكنها النعاس وتخفي الفجر عنها غلال الوسن، فأحست بارتعاش بعض أغصان حولها أيقظت أخرى أخذت تهتز وتتحرك الظلمة في عمق الشجرة كالهمسات وبدأ يتسرب الصمت ويحزم السكون أمتعته يرحل السكون والهمس يعلو متبادلا من جوانب الشجرة وتوالى تردده في تصاعد بتحيات الصباح بين من يستيقظ من القاطنون، ومع رحيل بقايا الليل أخذت كتل من ظلمة لها ذيول تتسلل وترحل من جوف الشجرة في صمت وتأتي غمامة مذيلة أخرى وتأوي اليها أو تحل محلـها وفي نفس الوقت تنطلق غيمة أخرى وكأنها جولة استكشاف حول السدرة لتعود إلى مكانها سريعا وهي وترسل زقزقـة ربما محملة بالمعلومات وتسأل وتجد من يستجيب ويجيب، ويظل الحوار يتصاعد ومع آخر جولة عن آخر خبر عن الشروق اذ تهتز الشجرة فجأة بعنف وتنفجر الزقزقة من كل مكان وتحدث الفوضى وربما ولج الى السدرة أفواج من الغمام المذيل الغريب من أشجار أخرى ويعج داخل السدرة وتكثر من حولها الحركة للحظات ثم تأخذ بالخفوت التدريجي ويحدث صمت مطبق للحظات لتبدأ فيه همسات جديدة تحمل ترانيم خاصة منوعة ربما تحمل أنواعا من التحيات بمشاعر مختلفة وكأن ما سبق من فوضى كانت فرحة استقبال بالطيور القادمة وما يتردد من نغمات في أجواء من الهدوء احاسيس الود المتبادلة مع الضيوف في زيارتهم الصباحية، وضحكت سارة وهي تسأل نفسها ان كانت هي بالنسبة لهم ضيفة أم من أهل الدار، ولكن سرها أن اكتشفت بأن جارتها السدرة الكبيرة ما هي الا مدينة أو مستعمرة قديمة مأهولة قبل أن تولد ويعيش فيها مئات الأسر من العصافير الجميلة، وتنبهت الى حدوث تحول عن تبادل التحيات الغنائية الى حركات من الرفرفة الثنائية والجماعية المتبادلة تتخللها زقزقة قصيرة أكثر قوة وأحست بأنها تحيات خاصة أخرى معلنة ومرسلة إلى من يسكن في خارج السدرة وفي الأطراف البعيدة في الأشجار المجاورة التي تصاعدت منها ردودها المسموعة وتستمر بينهم في سجال بانتظام ثم يتحول الى زقزقة سريعة لتندمج بعد لحظات جميع الأصوات في عاصفة من الزقزقة لتتحول السدرة إلى دوي صوتي رتيب يشبه الطنين من مزيج كل تلك الأصوات.
هي لحظات أصبحت من أمتع الأوقات لدى سارة وحين فكرت معها أن تبدأ في محاولة جادة للتركيز ربما لفهم لغة الطير أو للتوصل لأحد أسرار حياتها من خلال زخم هذه المعمعة "العصافيرية"، وبالصدفة تمكنت بعد محاولات من البحث عن أي شتات أو شذوذ فيه تميز قد ينفرد عن هذه الموجة الصوتية المتشابكة في هذا الدوي المتصل في فضاء السماء وفي أذنيها ونجحت بصعوبة بالغة من رصد ومتابعة صوت أحد هذه العصافير وهو يناضل في التحرر وعزل نفسه عن هذا الضجيج بينما يكرر في إصرار الانفراد مغردا بنغمات تشبه أنشودة ابتهال يمتد كالبكاء أو الغناء المحمل بالدعوات أو الدعاء، فأخذت تحاول تحديده وتحييد تردداته في أذنيها خلال هذا الطنين الهائل علها تتمكن فك رموز أشياء أو عبارات مشفرة يمكن أن تكون نوع من الحوار المتبادل بين عصفورين! ولكنها تفشل في أن تجد صوتا محددا يتوافق معه أو يتجاوب معه فيما يطرحه، وظل كذلك بينما هذه الزوابع من الموجات الصوتية بدأت تأخذ حينا بالانسجام حتى التطابق في الأداء برتم متناغم لثوان لينفرط الى ما يشبه اللغط والعشوائية وما أن توشك أن تتهيأ مناسبة جديدة للانتظام حتى تحدث هيجاء أخرى تعم جميع السدرة، ويتحقق فيها أو تتخللها فجائيات تحدث لثواني من الصمت التام والمطبق لتشقه من جديد فوضى المساجلات المتصاعدة بين جميع عصافير السدرة وتظل مستمرة بنفس تطورها والعلو والتداخل حتى تعود لصبح صوتا واحدا ينهمر مدويا بانتظامه ومع كل ذلك فسارة ما تزال متأكدة بأنها تسمع بأذنها وفي داخلها صوت هذا العصفور وكأنه يؤكد لها بأنه لا يتحدث لغيرها وأنه يشكو إليها حاله بتواتر هذا النغم الحزين، وفي لحظة الاندماج وكأن جميع أصوات العالم أختفت تماما لتسمع صوته يحلق وحيدا عن بقية أصوات كل العصافير المبتهجة بهذا الصباح في يومها الجديد مع تباشيره بابتسامتة مشرقة وضؤها يزيح ويطارد ذيول الغسق على امتداد الأفق ولاحظت معها وكأن طلائع ضوء تلك الابتسامة وصلت للسدرة تحمل رسالة لمجموعات وأفراد الطيور التي أخذت تنسل بخفة وتخفق بأجنحتـها بقوة لتختـفي مبتعدة في كل اتجاه وما هي إلا لحظات حتى ساد الصمت تلاشت الحركة والألوان الداكنة السريعة بين الأغصان ليخنق سكون السدرة كل ذلك الضجيج وكل أنواع تلك الأصوات وما فيها من الشدو والأهازيج وتبسمت وهي تتمنى لو عرفت تفاصيل وفحوى تلك الرسالة الضوئية وأرادت أن تذعن أيضا للرحيل وأستدارت للتنفيذ واذا بها تسمع ذلك الصوت المحزون وكأنه يستوقفها لم تصدق وعادت الى وضها ضاحكة وعيناها تفتش الأغصان والفراغات بينما أنينه مازال مسترسلا ينبعث من مكان ما في الشجرة وشعرت بأنها رسائل شكوى يبعث بها اليها، وظنت بأنها فتحتها وفكت شفرتها فأحست بأنها أنين قلب يحترق حنينا في بكاء وتوجع، وبأنها متأكدة فعلا من سماع ذلك بنقاء وتفهم، بل شعرت بأن تلك الأنات تخترق أعماقها بما تحمله واذا بجوفها يحترق مكتويـا بها وبشدة!
وأن هذا العزف المنفرد أو الشجن ليس الا صوتا يخاطبها هي بشخصها، وأنه بقى هنا يريد أن يحدثها على انفراد ليقول لها شيئا، ثواذا بها تحس بأن ذلك الشيء وما يخلق من أشياء هو أيضا موجود حقا في عمق قلبها متواريا ومبعثرا في قفص صدرها، بل أخذها الشك بأن صوته هذا يصدر من أعماقها هي وليس من عصفور على الشجرة، وأنها هي التي أتت للسدرة لتبث شكواها وهي التي تستنجد الآن على لسان هذا العصفور!
ورأت بعينيها العصفور وكانت تظنه في مكان بعيد على السدرة واذا به على غصن قريب جدا منها واستغربت أن صوت تغريده أصبح ضعيفا وواهنا جدا،وعللت ذلك بتعرضه للاجهاد نتيجـة معانـاة قلبـه الطويلـة، وعجبت انها استطاعت تفهم مشاعر هذا العصفور! وتمنت أن تكون توصلت للموجـة التي تنتقل فيها مفردات اللغة الشاملة للفهم والتخاطب بين جميع الكائنات الحية من غير بني الانسان،وأحست بأنها مختلفة كثيرا عن تقنية اللغة التي يتخاطب بها الناس لأنها لغة خاصة لا تحمل مفردات أو ألفاظ صوتية محددة، لا تصدر عن العقل أو التفكير بل عملية كيموفيزيائية تنطلق كمواد كيميائية طيارة تفرزها القلوب وتصنف فيها الأحاسيس كمصطلحات أو رموز أثيرية وتنتقل بفعل فيزيائي بين الأرواح التي تحمل خاصية المشاعر فتفكك الشفرات المرسلة وترسل الردود بنفس الطريقة، لهذا تظل وغالبا مستعصية على أكثر الناس، فأبوابها منيعة الأختراق من هذه الأكثرية وهي لا تملك الروح التي تستطيع فهم وحل تلك الشفرات، أو خلق الاستجابة وتبادل المشاعر مع ذلك الكائن، كونها تفتقد للعناصر الهامة الحاملة لتراكيب هذه الأبجديات وتتفاعل لا اراديا بالحلول لفتح هذه الشفرات المتبادلة بين كل هذه المخلوقات مهما أختلفت في تكوينها ومنها الانسان متى حمل هذه الهبة أو تمتع بهذه الكرامة فتكون تلك القناة أو الموجـة بالنسبة له مفتوحة أو سهلة الفتح متى تمكنت الروح من الوصول الدائم اليها أو رغب القلب في تكوين علاقة خاصة مع أحد المخلوقات أو كائن فكيميائية هذه المشاعر يحملها حس خاص متطور وهو المفتاح الرئيس المتحكم بتبادل نوعية المشاعر، وهذا المفتاح هو الحس بأقصى حدود الصدق بالحب، ومنه تنتقل وتعرف بقية الأحاسيس ودرجاتها، حين تكون تلك الروح أو القلب سعيدا بك ولك أو ممتنا، أو غاضبا منك أو كاره ،أو محزونا أو حزين لأجلك أو متى كان يعاني الألم في البدن، أو متعب الروح وهي مثقلة بالأحزان، فهي لا تطلب العون مباشرة وهو متوقع بمجرد عرضها، الذي ينتقل بأسرع وبأخف وأخفى من الأثير، ملغيـة المسافات وتتخلل وتخترق كل شيئء وليس لها ما يعيق حتى تصل مباشرة إلى حيث ذلك الكائن، وتحتجب عن سواه وكل من حوله وكل قريب لا يحمل هذه المفاتيح، ووعندها لا تحتاج لمترجم وأدوات ترجمة مهما أختلف تكوين ونوع هذه الكائنات. ان للقلوب لغة حية خاصة تتحدث عن ما تحمله من فرح أو معانـاة ويتعرف غـيرها على أبعاد هـذه المشاعر بتضخم الرموز
وهي تقرأها بسهولة كرسم تخطيط القلب الذي يوضح بدقة كل الاضطرابات فيه، ولا يفهمها الا شخص مؤهل من نوعية خاصة، كـهذا العصفور الملتهب، بما في قلبه من حريق الحب، فهو يعلم بأن هناك شخص ما سيعرف ما يقاسيه من عذاب الاشتياق أو مدى تألمـه بالفراق ودرجة شدة حرارة الحنين حتى وان كان هـذا العصفور في صمت! فالقلوب تشعر بأحاسيس بعضها حتى وان على بعد!
فتلك المشاعر تنتقل مغلفـة فقط لمن يحمل هذه الشفرات وقادر على فكها بالاحساس الفوري بقوة ما فيها من مشاعر، وتتكشف بينهما كل خطوط التـواصل وفي أي وقت وبـأي مسافـة، وربما لهـا المقـدرة على نقـل وحمل الأخبار لمجموعة من الأرواح الحيـة في مكان ما من الحيـاة أو الى غيرها من العناصر وتبادلهـا، وان تراءت للعين جمـادا أو كانت لنـا في ظاهرها كالجماد.
فعلى هذه الموجـة أو القناة وبكل سهولة سمعت سارة وفهمت الكثير بأحساسها بشكوى هذا الطـائر، الذي أكتشفت أنه لم يكن الا عصفورة، مرزوءة بتوأمهـا، ومن شدة قسوة ألم فراق عشيرها، وهي مطابقة لما تقاسيه من الوحدة وأوجاد الشوق والحنـين منذ فراقـه، أو رحيله! حتى أنهـا تفهمت كيـف ولمـاذا قـررت العصفورة أخـيرا التـوقف عن الشكوى بالـصمت!
وكيف أحست بقنـاعاتهـا وبرغبتـها بالرحيل للبحث! ولكـن!
هـذه المـرة ليس عن مصير الحبيب المفقود، بل للبحث عن لقمـة يومهـا، وعن "الـقوت"!
وظنت قبلـها في لحظات صمت العصفورة بأنها تحس بمثل تلك الأحاسيس تمامـا وكأنهـا تسمعها وهي تـرى الـعصفورة تتملمـل وتـئن من قرصات الجوع! فأبتسمت مقتنعـة ومؤيـدة لهـا وبسبب قرارهـا بالرحيـل بينما ترفـرف بجناحيـها مودعـة للانـطـلاق! وقـرأت مضمون رسالتها الكيموفيزيائيـة تقـول:
- ان الحب عظيم وجميل .. ولكنه تعس، لأنه فـقـير
فهو وحـده وفقـط ..لا يشبع، ولـن يمنـع قرصات
الجـوع المؤلمــة.. قـد تكون النهايات مميتـة.
فأحـذري! ضياع العمر في الحنين ..
وكفاك تعاسة الأشوق ، ووداعـــا!
فالحس بالجوع هو الأقـوى، وألمـه هو الأغلب والأبـقى أثرا من كل آلام في العشق!
وقـد شاهدت سارة هــذا وبعينيـها في رحيل عصفورة كاد يقتلها عشقها حنينا، وهي ترفرف نحو الأفق المشرق بتثاقل وأجنحتهـا بالكـاد تحملها حتى أخفاها البعـد، كما عرفت لمــاذا تركتـها العصفورة؟
ولمــاذا تركت عبث ترديـد شكواها؟
ولماذا تركت لهـا جميـع هـذه السدرة الرحبـة الظـليلـة، الوارفــة بالذكريـات الحزينـة؟ وهي تكفكف الدمـع وتكبح أشواق القلب مبتعـدة للبحث عن وجبـة الإفـطار، رعرفت بأنـها كانت تـعني الـقـوت للـصغـار.
من شكوى عصفورة متوجعة عرفت سارة حقيقة ما كانت تحـاول وأده عنـد كل شروق؟ وكيـف كانت تجـاهد لـطرد ذيـول الظلمـة عن عينيها وأعماقـهـا لحظـة يقظتـها لتركـض، في كل فـجـر لبصيص ضوء النـافـذة؟
لتشاهـد كيف تطـرد الشمس المشرقــة ظلمات الليل بقسوة؟ لعلها تجـد في هــذا بعض العـزاء.
فهي الآن تـعرف! لمـاذا عشقت الفجر؟ ولمـاذا أحبت البحث عن كـل فجـر؟ لأنـه يتـألق كل يـوم بالآمـال على كل الدنيـا بنـور كل اصباح جديد! ولأنهـا تأكـدت قبـل هـذا بأنهـا لم تحب ولـن تـطيق العيش كل اليـوم في الجانب المظـلم منه!
ولا في أي جانب معتم، كالحس والعيش بالجانب الكئيب من الحيـاة!
وان وجــود الأمـل الحـي الممتلئ بالاصرار في عمق قلبـها هـو ما كان يدفعـها، وبـلا شعور حين تفتح عينيـها خارجة من ظلمات المنـام، وما خالطـها من غمام الكوابيس، ونحيب موت الأمـاني بالعجـز والخذلان لـتـهرع عن مـوات كل يـوم لتبـلغ ذيـول ظلـمتـها راكضـة بغـير وعي للبحث .. عن الفجـر! لـتشهـد فيـه مـولـد النـور من جديـد، متـدفقـا مع النسمات الـقادمـة لليوم الجديـد!
كما فهمت من هـذا الأهم! بأنـها متى أرادت ذلك، فيتـوجب عليــها أولا ومنـذ هذا الفجــر: بعد فتحت جفنيـها أن تسعى لـفتـح جميـع الـنوافـذ على كل مغلـق! في أعماقـها وفكرها وفي كل محيـطـها لتدخل فيـه كل ألـوان الأضـواء..
فبدخـول الـضوء الى عقلــها سيرسله الي قلبـها وتسعد بـه روحـها المعتمـة بما ستـصنعـه الأنـوار البهيـة من روائـع فنـون المـزج.


***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عاشـقـتا السحر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الغلث :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: