منتدى الغلث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الغلث

منتـدى ولا اروع
 
أحدث الصورالرئيسيةالتسجيلدخول

 

 ليلة جنون العربيدة 1 + جديد ج2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم بن ساهي الغلث




المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 19/02/2012

ليلة جنون العربيدة 1 + جديد ج2 Empty
مُساهمةموضوع: ليلة جنون العربيدة 1 + جديد ج2   ليلة جنون العربيدة 1 + جديد ج2 Icon_minitimeالأربعاء فبراير 22, 2012 11:28 am

Razz ليلـة العربدة والجنون

- في البـدء، لم يكن لي فيه الخيـار ..
ليكون لي حبيبا، وأنا المتيمة.
وأعشقه هياما...
وأخشاه.. ككل العالم أن يعلم
واستيقظت ذات صباح ..
لاجدني مصلوبـة .. على الفوهـة
بركان غاشم. لا يهـدا صهيره
ودموعي الساخنة تُسيل الحمم.
يقذف إلي شظايا الرعب..
تقدح باللهب.. كل ليل
ونهاري مسود من السخم.
وأجـارني محيـط له هياج .. تذيب جوانحي
شدة اللطم.
بالكيـد والشمتم.. والتقريع والذم.
بلسان يجتر سلامـة عقلي.. والحـطّ من قـدري
وانتقـاصي .. بلؤم
وبلواي فقري وقلبي طري وأنا
انسان من لحم ودم.
وكلهم .. بصقوا كرامتي،
لاكوها ولوثها اللعاب، وتشربت أنــوثتي بالسم.
ثم أرتفع الصوت مدويا، متجاوزا الصراخ:

- أمَـا والآن قـد خرجتُ سالمة!
من غدر المحيط
ومن فتك البركان..
ووطأت بأقدامي الأفــاعي..
وعلى رؤوسها
غادرت المكان..
كلا لن تلعقـني ألسنتها ..
لتنفث السم بناب الهــوان
لن يتخترقني وأصدافي درع
ولن يبلغ الى مجرى الدم

وسأخرج بنفسي إليكم
والخنــاجر بيدي جائعة
وعلى ذراعيّ وساقيّ بمحزم ..
ومشدودة على فخذيَّ..
وكتفاي تمتشق السيوف الصارمـة
لا تصدأ.. ولا تثني أو تُثـلم..
تـقـدح سِنـانهـا بالشرِّ.. شـررا
يـومض.. كصاعق الـبرق..
تبـيـد أمامي كل الظلم

وهي رسالة النصر، بأني المنتصر
وعزيمتي لن تهزم..
فروحي..بخالقها درع تحيطنـي..
وهالـة الإيمان يقينـي وتقينـي..
تحمـي جسدي، فــولاذ لا ُيـحطّم..

أنـا الحقـد المتفجـر، وأنــا..
شوكة عنــد مسمومة..
وأنـا من سينتقم.
وأنا المحمومـة.. والعطشة
لشرب الــدم..
قتلت رحمتـي بكم بيـدي..
فلن أشعر بالحزن..
وفقأت عين البكاء ولن أنـدم.
على من استشرف على فرية ..
والبراءة سقطتي .. والفضيلة عورتي ..
بسكين صدئــة ..
يوغرهـا تشفيا في الجراح..
وفي اللحم حتى العظم.
ويمضغون، ويبصقون قرفــا..
وهذا قسـم أعظم!
والجميع سيعلـم أو يعلّّم.
بأنــي قادمة! وأعلنها أنـا قادمــة!

أنـــا الفاسقة في ستر الظلم
ولم تدن! ..حتى تُـرجم!
فلم أعد الجميلـــة التي لن تهرم
وأنا من ستبكي أعينكم
وستبكي قبلها ..
كيف أدمي الخصم.

وأبدا .. أبدا أنــا هي
لم تهزم ولن.
وسأبحر! بنفسي به الى بر الأمــان
وقد أعدت التـاج للذي أحبت ..
وستنحني لرأسه رؤوس
والمتجبر.. قسما لن يسلم.
ومثـلي ..
من قد أوفـى وفــاز ..
وأنـا .. هي من بلغ وقـد أنذر ..
ستحطم فأسي أصنام النفاق ..
وتنجلي ظلمات الظلم حين أقسَم!


وما هذه الكلمات والعبارات هي صرخات لعربدة المجنونـة التي انطلقت ذات مساء من حجرة في احد بيوت العوائل الكبيرة في الحـارة، ومعنى"الكبيرة" ينطبق على حجم البيت أو أفرادها أو المكانة، فبيت" العائلة القديم" في الحارة لديه خاصية القدرة على احتواء وحدات متعددة من الأسر الصغيرة تحت أسقفه وهم يحملون اسم هذه "العيـلة" ويشتركون في كل شيء، تماما كأسرة كبيرة واحدة، وبنظامها المحدد تحت طاعة "كبيرها"، وفي المسئولية والواجبات في كل الأنشطة داخل هذا البيت الكبير وخارجه.

وكان فضاء هذه الحجرة في صمت القبور ما قارب الشهرين من الأيام والساعات رغم أن بين جدرانها الأربعة "سعـاد"! ابنـة الثـامنة عشرة، وهي نفسها تلك البنت الجميلة الرقيقة الهادئة الطباع، التي جاءت منذ ستة سنوات الى "بيت العايلـة الكبير" مع أمهـا "فاطمـة" بعد طلاقها من زوجها الذي تغير سلوكه فجـأة أثنـاء حمـلها بهـذه البنت، وعاشت بعد ولادتها كل ما عانتـه أمها في كل دقيقة ولسنوات وما فيها من الرعب، والبكاء والآلام، وخلالها أدخل هذا الأب الى السجن تكرارا حتى حكم عليه في آخر مرة بمدة طويلة، واختـفى بعدها أثره وقيل فارق الحياة في السجن وربما خارجه بأسباب غامضة أو غير معروفة.
والفتاة في هذه الساعة كانت اتخذت قرارا فرديا دون العائلـة بالعزلة والاعتصام عنها وعن العالم الخارجي، وفرضت حدود الحظر بالحد الداخلي من باب الشقة الصغيرة التي تسكنها من هذا البيت الكبير، وهدفها مقاطعة كل إنسان خارج هذه الحدود من البشر في باقي البيت الكبير وحتى نهايات العالم، ونسف علاقاتها بكل مبدأ أو أي حلم تولد في هذا البيت في فكرها وجـال في خواطرها وتاقت لـه نفسها، فهو محذور وألحقت معها أي أمل - لها ولهم - للاستمرار في العيش معا في هذه الحيــاة، عازفـة عن جميع الرغبات والأماني، تلك التي كانت في القريب غير محدودة، كالتي تلهب قلوب من هن في سنـها حتى تنبجس في البراعم وتـتـفتح ورودا وأزهـارا بهيجـة تستمر ربيعـا متصلا وطوال تلك السنيات من العمر، وتتوهج تحت شمس خاصة مشرقـة دومـا في أروحهن بالسعادة، فأمست فيها الليلة مشاهد ورغبات مكروهة، وفضلت عنها الظلمـات في قلبـها وغرفتـها الضيقة، كما كرهت كل ربيع وشباب وأي شيء من يمكن أن يشعرها بذلك، من كل شيء قي داخل نفسها أوخارجها! فكل ما في داخل هذا الـقـصر الأبيض الشامخ بـين بيوت الحـارة بـأدواره الثلاثـة وما فيه من ضجيج بالحيـاة، ومعها كل شيء خارجـه يضخ بالسعادة في طول الدنيـا وعرضها!
ومع ذلك أعلنت قبل أشهر من تلك الليلة التي أنهار بها عقلها الزهد في هـذا البيت وأهله، وبكل صنوف تلك المتـعة التي وجدتها فيه منذ وطأت أقدامها عتباته وذرعت في دهاليزه الممتـدة وطافت بجنون الدهشة في أرجائه وفي حياة ساكنيه الصاخبة وما فيها من صنوف بهجة لم تعلم بمثلها أو بوجودها وهي التي لم تعرف أبدا في بيت أبيها السابق كيف تطلق الضحكة الحقيقية دون مزجها بالدموع!
ولكنها صرخت في تلك الليلة وصرحت بكراهيتها للبيت وأهله وما فيه، وأتبعتها كل الأماني التي تخلقت فيـه وترعرعت في أعماقهـا وتحولت الى آمال وأحلام، تفجرت فيها تحت أسقفه وراودت مخيلتها وأقامت في عينيها رؤى وأهداف لمستقبل حياتها، وأعلنت في هذه الليلة تحديها الهائج، وكحرب حقيقية بدأت بها بالصمت والعزلة، معتصمة بغضبها كردة فعل أولى نتجت من تضخم مشاعر متخلفة عن رواسب من ركام المعانـاة مترافق مع ما واجهته والدتها في هذا البيت من أهله، ورأته المتسبب المباشرفي مقتل أمـها، وهو ما دفـع بها للجنون!
الا أنها أحست بالحرب الكريهة تستمر ولم تكتفي بروح أمهـا! وأن نفس القتـلة مستمرة تشن نحوها وعليها من جديد نفس أسلحة وأدوات القتـل للفتك بها، وتحولت الى ضغوط رهيبة على عقلها ليدخل بها الى ساحة الجنون لخوض المعركة للدفاع عن نفسها تجـاه كل ما عبرت عنه في رسالتها الصارخة في ذلك المساء وفي عربدتها الجنونية المختلطة بالاستسلام للهزيمة والشكوى والندم وسيل من التهم والرغبات في الانتقام حتى انتهت بالانهيار التام المختلط بالهذيان والاغماء، والوعي بمكان خارج الشعور والواقع، في مرحلة اصابتها بنوبة من الجنون وربما هي الختـام، بتمكن الجنـون الحقيقي منـها والذي ستعيش فيه بقيـة الأيـام والعمر!


وان ظهر أنها ما زالت تعلم وتتحدث عن من تسبب وما تسبب وقادها الى عالم الجنون فهو اضطراب عقلي واسلوب مشوش وطبيعي كما يقال على طريقـة الجنـون المثالي! ومع ذلك أخذت تهذي بحظـها المنحوس الذي أحاط بها وبحياتها،يختلس جميع حقوقها في الطفولة وفي الشباب ثم أكتسح مجمل الحياة بمصادرته جميع الفرص المتاحة في عيشها حيـاة كريمة.
كانت اتهمت الحظ بأنه لم ينصفها، وسعى لتبديد أحلامها ويقف سدا ضدها وحجر عثرة في طريق سعادتها، فيعيقها ويمنعها كرها عن اكل اختيار وينتزع كل فرصة طبيعية، ويصر على حجب أي فرص تعويضية مستحقة عن ما سـبق وألم بها من ظروف سيئة اجتاحت حياة أسرتها الصغيرة في الماضي القريب وعصفت بها وأجتثت أساسات البيت ووحدتها وغرست في في أرضه العداء والشقاء والبكاء والخوف والبؤس،لتهرب عنها مع أمها بالعـودة إلى هذا البيت الكبير لتواجها فيه سنوات أخرى من الانسحاق الرهيب لم تكن تتوقعه ابدا، ووجدته يجـبر أمها على الهرب والا سينقلها من فوق الرماد الى قلب التنور، حتى هربت أخـيرا أو نقلها من الحيـاة الى الموت، وأن حظوظها السيئة هي التي تسببت باعادة أمها لتحترق بما أخفي لها تحت الرماد من تبعات الماضي وأوقدت به محرقة الحاضر مع المصير المحتم لكل امرأة "مطلقة" سيئة الحظوظ، فهناك أسرار دفينة تنتظرها عن زواجها من ذلك العربيد الذي عرفوا بأنه تعود الفساد والعيش في السجون الى أن اختفى عن ناظريها لسنوات ثم للأبد ولم يعرف له مصير، والأم أحبت ذلك الشاب حينها في صباها ولم يكن سيئا أبدا، بل عاشقا لها ويحمل في أعماقه كل الآمال لها بالحياة الجميلة مع الثقة في المستقبل، فأخترقت من أجله كل قوانين "العايلة" والبيت الكبير وقاومتهم بكل قوة مضحية بالكثير حتى رضخوا وزوجوها به، وخرجت معه محرقة كل الأرض خلفها نحو البيت الكبير وكان فيه الجد والجدة والأب والأم والأعمام والعمات وأبناء الجميع مع الاخوة ، لتواجه هذه الأم ما رأته سعاد تدخل سوء حظوظها أول الضربـات الموجعة تحت الحزام وفي كبد الأسرة الصغيرة السعيدة، حتى خنقت بوحشية كل تلك الأحلام الكبيرة والصغيرة التي يحملانها مع كل أمل وليد جديد ومنها هذه الفتاة أول وأهم المواليد، وحدث كل ذلك فجأة وبعد ولادتها بأسابيع اذ تغير الرجل العاشق وهو المحبوب في آن والأب الممتلئ وقائد الأسرة الطموح، فتغيرت معها كل الأشياء القائمة والمستقيمة وينهار على اثـرها كل شيء جميل، بل مات ودفن للأبـد، كأبيـها وأمهـا، وهو ما تراه مصيرها القادم في الطريق اليها وتشعر به أصبح قريب!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ليلة جنون العربيدة 1 + جديد ج2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الغلث :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: