منتدى الغلث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الغلث

منتـدى ولا اروع
 
أحدث الصورالرئيسيةالتسجيلدخول

 

 من مجموعة : خارج التغطية القصصية 1-سعوديــزين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم بن ساهي الغلث




المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 19/02/2012

من مجموعة : خارج التغطية القصصية 1-سعوديــزين Empty
مُساهمةموضوع: من مجموعة : خارج التغطية القصصية 1-سعوديــزين   من مجموعة : خارج التغطية القصصية 1-سعوديــزين Icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 11:00 am

1- سعوديزن

بعد أن يئس من رفع يده للسيارات لعشرات متتالية من المرات آملا بإيقاف أحد سيارات التاكسي التي تمر من أمامه ومعظمها خالية من الركاب وتتجاوزه بسرعة الضوء ولا يجد تفسيرا لذلك الا بأن يسكب اثرها جرادلا من لعنات الغضب والسخط وهو يتخيلها وقودا يلتهب فوقها وداخلها وتتأجج المركبات بالحريق لينتج عن ذلك "علميا" البرودة المطلوبة في داخلة، أي "يبرد على قلبه" وهو يطرد الغليان والسعيرالمتأجج الذي يخلفه "شكمان" كل تكسي يزوغ من أمامه بلا مبالات وتجاهل وكأنها تخرج له لسانها باحتقار، ولولا هذا التنفيس السريع خلال الساعات الماضية لتوقدت فيه أجزاء وأنصهر مثلها وتبخرت أخرى وتخلفت عنه البقية رمادا على الرصيف، وهو يرى تحرك عقارب الساعة ببط حتى جاوزت التاسعة والنصف صباحا! وهذا معناه أن سعود العبد الله أصبح متأخرا جدا عن الدوام وللمرة العاشرة في هذا الشهر فقط، مع ما قبلها من عشرات الإنذارات والتعهدات مع الحسميات المخفضة والمشددة منذ أشترى الاستراحة الصغيرة قبل ثلاثة أشهر والتي تبعد مسيرة ثلاث ساعات في الظروف الحسنة وذهابا فقط، لذا قرر للتــو أن يقفز أمام أي سيارة أجرة قادمة والركوب فيها مهما كلف الأمر، أي " بالخناق"! ولكن السيارة التالية توجهت نحوه فــورا حتى توقفت بجواره وبـهدوء، ليقفز في وسطها غير مصدق وهو يلهث:
- إيوه، يا شيخ الله يجزاك بالخير! تكفا وزارة
الصحة في شارع الوزارات، وبسرعة قد ما تقدر... وباللي تبي!
نظر السائق إليه مبتسما وفي هدوء أنطلق بين زحام الذروة الصباحية، لاحظ سعود أن السائق الهادي المبتسم يرتدي ملابس سعودية أنيقة جدا مع رائحة عطر فاخر مع شماغ أعتني بكيّه مع العقال اللذان وضعا على طريقة " الموظفين الإداريين الواصلين" ، وكان بالفعل وسيما ويبدو أنه حريص على تفريش أسنانه الناصعة مع الحلاقة كل صباح، قال في نفسه "لاشك بأن نظارته الشمسية الثمينة تخفي أيضا عينان جميلتان كبقية ملامحه، وخمن بأنه فعلا موظف مميز وصاحب مصالح تجارية أخرى، وهذا التاكسي لذر الغبار أو للمتعة بنقل الحجارة "أمثاله" من على الطريق وكسب الأجر فيهم"، ثم نهر نفسه وأن الأجدر به التفكير في مصيره الأسود مع مدير القسم! وقال في نفسه:
- المهم! خليني أفك عن نفسي الضغط اللي بيطلع من
خشمي وعيوني! فقدامي شحنات جديدة وقوية من التهزيء والتعهدات والخصميات ولو خليتها " أبنجلط" على الصبح!
خلني أفرطها مع ذا " الجنتلمان" "السعودي الشهم" المهم أفش الضغط وما علي من ثقافته:

- تصدق يا طويل العمر ان لي ساعة وربع وذول
"البنقال" مثل "الفشق" طايرين، الله لا يبارك
فيمن جابهم!
- يا خي ما يخلونها كلها "سعودة " للي مثلك
و"شرواك"!.. ويريحون الناس ونفتك من الرقاعة
وغيرها من المشاكل!

كان يتوقع مشاركة فعلية من "الجنتلمان" ولكنه ألتفت نحوه بابتسامة أسنانه الناصعة وتذكر سواد أسنانه وكهوف السوس، فسارع الى تخفيض توتره بالحديث وهو الأهم من مشاركة قد لا تسر ولا تخفف من ضغط:
- - شوف يا طويل العمر الدرب اللي يريحك بس يوصلني بأسرع وقت، وما ني مكاسرك ولاني
باقصر، وتستاهل العشرين وزود..

وشعر بورطته ولكنه سارع التفكير والخوض في ورطته الكبرى:
- - ولك زود عليها حبة راس! تستاهل يا ولد عمي..والظاهر اليوم إني باخبصها مع ريس القسم! والمدير يمكن الله يعين...
وهتف فجأة بسعادة:
- - الا افتكرت! البارح الهلال فايز.. لأجلي شفت سيارات الشباب والأعلام الزرق والصراخ وأنارايح الاستراحة، بس مدري على
من؟

وأردف:
- - لكن الله يجزاهم الخير، تدري ليه؟

- - هاللحين أبدخل بالمدير جنب، وألخمه بالمباركات وزحمة الملعب، ودوخة وتعب التشجيع وبعدها
في زحام "خريص"، والمفحطين، والحوادث..وأكيد بنسلم من الإنذارات والخصمية!


- -والسر! إني الله يسلمك نصبت عليه العام، وقلت له إني قلبت هلالي ويومها فازو بالكاس وأنا كنت
غايب قبلها يومين .. الا والله سلمنا...

وبفرح ونشوة الحل الجهنمي ألتفت الى السائق "الجنتل" الأنيق الوسيم ولا مانع الآن لدى " سعود" من المشاركات
وقد خرجت أكثر الضغوط وخفّت التوترات:
- -الا بالمناسبة! الأخ هلالي وإلا نصراوي؟ وبعدين قللي على من فازوا؟ لازم أعرف!

توقع السائق بأن الراكب سأله وخمن بأنه عن معرفته بالموقع المطلوب أو زمن الوصول، فالراكب منذ الصباح كان خارج التغطية ربما لشدة الزحام أو لسبب عادي آخر ولكن لا مانع لديه من الاستفهام ان أمكن الفهم فقال وهو يهز رأسه كالمعتاد:

- -اس صديق؟ اس كلام؟ انا معلوم.. فين يروح؟ وزارة السميسي أنا معلوم!!
خمصة دقيقة.. انت فيه سميسي...

وحمد الله أنه أصبح بالقرب من مستشفى الشميسي ليدخلوه فيها كحالة طارئة ومستعجلة جــدا. ولم يعرف شيء عن حالة


المجموعة القصصية للحكايات المسرحية
للساهي ابراهيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من مجموعة : خارج التغطية القصصية 1-سعوديــزين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الغلث :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: